من يُغــرق الآخــر ؟ برشلونـــة أم الإنتــر

مدير عدد المساهمات : 916 تاريخ التسجيل : 05/12/2009

لقاء لا يعني فوز طرف فيه إلا نجاته بشكل كبير وغرق الآخر بشكل أكبر...

24‏/11‏/2009 11:10:28 ص

من يُغــرق الآخــر ؟ برشلونـــة أم الإنتــر 56187_news

يخوض حامل لقب دوري أبطال أوروبا برشلونة مباراة غاية في الصعوبة وذلك حينما يستضيف إنتر ميلان بطل إيطاليا ومتصدر المجموعة في لقاء لن يخرج منه إلا طرف واحد سالماً ويعود إلى بر الأمان.

طرف واحد سيركب قارب الإنقاذ ويعود إلى التفكير في مجد الأدوار النهائية هذا بطبيعة الحال في حالة فوزه بالمباراة التي تليها تاركاً الخاسر يترنح وسط أمواج الإنتقادات والمشاكل، كيف لا وهو الطرف الذي ستضعف فرصه جداً في التأهل للدور التالي من أكبر بطولات الأندية على مستوى العالم هذا إن كان الخاسر هو الإنتر الذي ربما يخدمه التعادل لكن سيتعين عليه وقتها الفوز في سان سيرو على روبين أما إذا كان الخاسر هو البرسا فإن آماله ستتلاشى تماماً في حالة فوز روبين ويا لغرابة كرة القدم التي جعلتنا نشاهد هذين الفريقين في هذا الموقف العصيب.

برشلونة يمتلك 5 نقاط جمعها من الفوز على دينامو كييف والتعادل مع إنتر وروبين كازان الذي خسر أمامه مباراة أخرى. النادي الكتلوني يعلم جيداً أن لا حل له سوى الفوز في مباراتيه القادمتين أو على الأقل التعادل في مباراة والفوز في أخرى ليضمن لنفسه مكاناً في الدور التالي وحتى إن فاز في مباراتيه فإن هذا لا يضمن له صدارة المجموعة لكن هذا الأمر لم يعد مهماً في الوقت الحالي للكتلونيين فالفريق لم يعد يملك ترف الإختيار.

أما إن خسر البرسا فيعني هذا إنتهاء آماله رسمياً في حالة فوز روبين في اللقاء الذي سيجمعه بدينامو كييف في كازان أما في حالة فوز دينامو فإنه سيتعين على البرسا الفوز هناك في كييف، ويبقى خيار التعادل الذي سيجعل تأهل الفريق ليس بيده وحده بل يعتمد على نتائج المباريات الأخرى.

أما الإنتر فهو أكثر هدوءاً، ولم يكن ليصبح هكذا لولا هدف فيسلي شنايدر في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع في كييف والذي منحه ثلاث نقاط ثمينة للغاية جعلت "السبيشال وان" مورينيو يقفز فرحاً لعلمه بتعقيد المجموعة الذي يزداد يوماً بعد يوم.

إنتر يملك 6 نقاط جمعها من الفوز على دينامو كييف والتعادل معه في مباراة السان سيرو الذي تعادل فيه أيضاً مع برشلونة بخلاف التعادل الثالث مع روبين كازان، ولو لم يكن قد فاز على دينامو لكان أشبه بالمنتخب الكاميروني عام 1982.. مدمن للتعادلات التي أخرجته في النهاية.

نقطة واحدة صنعت فارقاً كبيراً بين الإنتر وبقية الفرق لأنها جعلته في وضعية تسمح له باللعب على التعادل، وكثيرون يعرفون أن لعبك أمام برشلونة في الكامب نو على الفوز يجعل الأمور صعبة جداً لأن الطريقة الوحيدة لمواجهة برشلونة في ملعبه هي في الدفاع المنظم واللعب على الهجمات المرتدة، أما إن خرجت من مناطقك مبكراً فالويل لك.

لكن مورينيو يحضر هو الآخر ويلاً لبرشلونة.. يحضّر كابوساً لم يتكرر منذ بداية دوري الأبطال في شكله الجديد وهي خروج حامل اللقب منذ الدور الأول. النيراتزوري يملك دفاعاً صلداً قوياً يمكنه من اللعب بإطمئنان كما بات أكثر سرعة عن بداية الموسم فشنايدر أصبح أكثر قدرة على نقل الهجمة وصناعة اللعب بإنسجام مع زملائه وإيتو متحفز جداً لإحراز هدف وقد يظن كثيرون أن الإستقبال الجيد له سيجعله أكثر هدوءاً بل العكس سيجعله يطمح أكثر في كسب هذا الجمهور ضد لابورتا وجوارديولا وإحراجهم بهدف يحمل عنوان "أنا أفضل من إبرا". الفهد الأسمر والموهوب الهولندي يملكان مفتاح سر الفوز على البرسا لأن أفضل طريقة لضرب دفاع البرسا هو اللعب في العمق وتواجد لاعب وسط موهوب ومهاجم سريع وهما الأمران المتوفران في الإنتر.

أما البرسا فيعاني كثيراً هذه الأيام، من أنفلونزا الخنازير التي ضربت بلال أبيدال ويحيى توريه الضيفان الدائمان في التشكيلة الأساسية حينما يحل موعد دوري الأبطال.. لكن كل هذا شيء وغياب الساحر الأرجنتيني شيئاً آخر تماماً. ولربما شاء القدر أن يوضع محبو البرسا في نفس الموقف الذي كانوا يسخرون فيه من إعتماد الريال بشكل كبير على كريستيانو رونالدو ولذلك سيلعب البرسا المباراة لإثبات أن العالم لا يتوقف على أي لاعب حتى وإن كان ميسي.

ربما يعوض هذا الأمر تنامي الشعور بأن إبراهيموفيتش أصبح أكثر إنسجاماً رغم الشك الكبير في مشاركته لكن مشكلة البرسا في الوقت الحالي أن لاعب مثل بيدرو لا يمكن أن يصبح الضغط عليه بهذه الصورة في الوقت الحالي، فبعد أن كان لاعباً صاعداً يشارك لإحراز الأهداف أو يلعب في المباريات الأقل قوة ليتطور أكثر، بات مطالباً بأن يحمل لواء الجبهة اليمنى أو اليسرى للبرسا –حسب غياب ميسي أو هنري- وهو ما ينعكس سلباً على أدائه في مباريات كثيرة. وتبقى المشكلة الكبيرة التي يحاول البعض من مشجعي البرسا تناسيها في الوقت الحالي والتي تحدث للمرة الأولى منذ زمن بعيد، ألا وهي إبتعاد إنيستا عن مستواه فالرسام مازال بعيداً عن المستوى الذي ظهر به الموسم الماضي رغم أنه أصيب أكثر من مرة أيضاً في الموسم الماضي وهذا الأمر يجعل الضغط أكبر على تشافي بإعتبار أن سيدو كيتا لا يتألق في كل المباريات. وربما يكون عزاء البرسا في الإضافة التي سيقدمها تييري هنري في مباراة مثل هذه وهي المباراة التي تحتاج للاعب من عينته.. خبرة وقوة وسرعة.

اللقاء متشابك جداً ولا أتوقع أن ينتهي بعدد وافر من الأهداف بل إنه سيكون مغلقاً من جانب الإنتر الذي لن يكون التعادل سيئاً بالنسبة له، وسيكون متسرعاً بعض الشيء من جانب البرسا الذي كان رأس ماله الهدوء واليقين بأن الهدف قادم لا محالة، لكن هذا اليقين تآكل تدريجياً أمام عناد المنافسين والنتائج الضعيفة نسبياً مقارنة بالعام الماضي... لكن حتى وإن غابت الاهداف وإن غابت الفرص فجلوسك أمام التلفاز في الثامنة إلا ربع بتوقيت جرينتش لمشاهدة 22 رجلاً يركضون في ملعب الكامب نو أمرٌ لا مفر منه...